الأكثر مشاهدة

“حياة في الإدارة ”، كتاب فريد في نوعه وطريقة سبكه، فهو سيرة ذاتية سلطت الضوء على الجانب الإداري من حياة المؤلف، وهي التي، أي السيرة، كانت ح...
اسم الكتاب :  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي تأليف :  صموئيل هنتنغتون ملخص الكتاب :  صموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسي...
اسم الكتاب :  صديقي لا تأكل نفسك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب : الكتاب يقع في 114 صفحة من القياس المتوسط وهو مجموعة مقالات ...
اسم الكتاب :  ثروة الأمم تأليف :  ادم اسمث ملخص الكتاب : إن العمل السنوي لكل أمة هو رأس المال الرصيد الذي يمدها أصلاً بنا تستهلكه هذه ...
اسم الكتاب :  لماذا نصلي؟ تأليف :  محمد اسماعيل المقدم ملخص الكتاب :  لماذا نصلي؟ هل سبق و سألت نفسك هذا السؤال؟ ولو سبق و فعلت فهل اس...
اسم الكتاب :  صديقي ما أعظمك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب :  بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف...

كتاب صديقي ما أعظمك

اسم الكتاب : صديقي ما أعظمك
تأليف : عبد الوهاب مطاوع
ملخص الكتاب : 
بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف حياتية وملامح إنسانية يقدّم لك كتاب : صديقي ما أعظمك رسائل قيّمة فيها من روح الصّدق والحرص عليك ما يحفّزك لمعرفة نقاط قوّتك لتستثمرها ومكامن ضعفك لتتجنّبها ، وتكونَ عظيمًا في نظرك وفي نظر النّاس ؛ بل وفي الملأ الأعلى يباهي الله بك ملائكته...

نقاط لا يختلف عليها اثنان لأنّها قامت على تجارب وخبرات متراكمة للكاتب ولأبطال مقالاته ...
تتمحور رسائل الكتاب حول أهمّ رسالة فيها وهي فهمك لذاتك ولذلك ـ برأيي ـ جعل الكاتب من عنوان مقالته الّتي تتحدّث عن فهم الذّات عنوانًا لكتابه ، وعرّف له بما جاء في هذا المقال دون سواه ، للفت النّظر إلى أهمّيّة فهم الذات وقدراتها لدى أيّ شاب مقبل على الحياة وكأنّه يقول له : معرفتك لنفسك هي منطلقك لتعرف ربّك وتفهم الآخرين وتدرك حقيقة الحياة . وتقديرك لنفسك هو منطلقك لتقدر ربّك حقّ قدره وتقدّر الآخرين وتقدّر قيمة الحياة .

وحين تتنقّل بين المقالات ستجد في كلّ منها ما يرفد رسالة الكتاب الأساسيّة في فهم الذّات ؛ بل ويضيف إليها ما ينبغي أن يترتّب على هذا الفهم ـ ممّا استقرأناه ـ من فهمٍ للعلاقة مع الله ومع النّاس ومع الحياة ككلّ.

يقدّم لنا الكاتب مقالته الرّئيسيّة ( ما أعظمك يا صديقي ) من وحي تجربة شبابية قد يمر بها كثير من شبابنا وفيها يحدّثنا عن نفسه كواحد من أصدقاء ثلاثة جمعتهم كلية واحدة وهوايات موسيقية وأدبية مشتركة ، وبمواظبتهم على حضور الحفلات والأمسيات أصبح لديهم نوع من الاستعلاء الثقافي!!! .

وحدث أن نظمت كليتهم حفلا غنائيا سنويا ، وخلال الحفل طلب إليهم مطرب شاب هاو مساندته في ترديد مقاطع أغانيه على المسرح . وبدأ الغناء وبمجرد خروجهم من حالة الخجل التي اعترتهم بداية صارت أصواتهم تعلو ونشازهم يزداد وهم مستمرّون بينما الناس يضحكون حتّى اضطروا الشاب إلى الخروج من رقته ليقول لعامل المسرح بجفاء : شيل الميكريفون يا جدع ...

يقول الكاتب : من هذا اليوم تعلمت درسًا هامًّا من دروس حياتي وهو :أنّ رأيي في قدراتي ليس هو المعيار الصّحيح للحكم عليها  ، وأنّ الأهمّ هو رأي الآخرين فيها . وكانت هذه رسالته الأولى لنا وإن أسقطها على نفسه ...

ويختم مقاله مخاطبًا صديقه القارئ برسالة عميقة يقدّمها إليه في كأس من المرحِ قائلًا : فما أعظمك يا صديقي إذا عرفت حدود قدراتك ، وما أضعفك وأغربك إذا عميت عنها وغرقت في أوهامك إلى أن تصدمك صيحة منكرة كصيحة : شيل الميكريفون يا جدع !!!

وتتوالى الرّسائل مع كلّ مقالة وجميعها تصلح أن يخاطبك بها بقوله : ما أعظمك يا صديقي ... ولكن إذا... وفي كلّ مقالة ستجده يخرج برسالته إليك من بوّابة مختلفة ...

في مقالته ( مانجريا ) يأتيك برسالته من تجربة شخصيّة صعبة مع صديق له لم يعرف ذاته وقدراته كما ينبغي فأعطاها أكبر من حجمها ، ولأنّ صديقنا مطاوع يحترم الخبرة دائمًا فقد أسلم قياده في رحلة له إلى إيطاليا لصديقه الّذي رافقه فيها وكان أن سبقت له زيارة إيطاليا قبل ذلك فاعتبره لسبقه في السفر إليها خبيرا واعتبر إرشاداته غير قابلة للمراجعة لينتهي به الأمر وصديقه إلى فقدان كل ما يملكان من مال والعيش طيلة أيام على أكل كرات من الجبن وبينما عانى الصديق من الاكتئاب بسبب الحرمان مما يحب من السباكيتي واللحم وغير ذلك ممّا تعوّده من ترف العيش ، كان صديقنا أ عبد الوهاب لا يضيع لحظة من المتعة بالانطلاق على سجيته مدة أسبوع في مدينة فينسيا السعيدة حتّى نسي كلّ شيء فلم يعد يذكر سوى رغبته في التفرج على قارب الجندول والنافورات والقصور والمباني الأثرية .

ولعلّ أوضح وأهمّ ما تخرج به من رسائل من ( مانجريا ) تقول : ما أعظمك يا صديقي حين لا تسلم مقاليد أمورك بالكامل لأحد مهما بلغت ثقتك به ، وحين تدرك أنّه لا بدّ لك من تحمّل مسؤوليتك تجاه نفسك وقراراتك الخاطئة ، ومواجهة الفراغ والتّكيّف مع الواقع الجديد أيًّا كان .

لكن هل علمتَ ما المانجريا ؟ سأتركك تعرفها بنفسك حين تقرأ الكتاب .

أمّا مقالته : ( انهض يا سيّدي الشّابّ ) فيأتيك الكاتب في بدايتها بقصّة خياليّة لشابّ عربيّ مهاجر فوجئ بأنّ أهل المدينة الّتي هاجر إليها يكتبون على قبورهم أعمارًا مقدّرة بلحظات السّعادة التي عاشوها لا بما عاشوه من سنوات من المولد إلى الرّحيل ... وأعجبت الفكرة هذا المهاجر الجديد وكان في الأربعين فقال لرفاقه : إذا متّ فاكتبوا على شاهدي : ( جبّور جبر من بطن أمّه إلى القبر ) !!!

من هذه القصّة يحمل إليك الكاتب رسالتين :

ما أعظمك يا صديقي إذا أدركت أنّك شابٌّ مهما كان عمرك إذا كانت إرادتك وقلبك وخيالك وشجاعتك ومشاعرك شابّة فتيّة لم يدركها الوهن ؛ وما أعظمك إن أدركت أنّ الشّباب في حاجة دائمة إلى حكمة الشّيوخ .. وأنّ الشّيوخ دائمًا في حاجة إلى قدرة الشّباب .

وما أعظمك يا صديقي حين تحقّق المعادلة بين أن تمتلك سنّ الشّيوخ بخبراته وسنّ الشّباب بحماسته وهي ليست مستحيلة إذا تجنّبت اليأس والقلق من الغد  وجعلت لنفسك هدفًا تسعى إليه ولحياتك قيمة لك ولمن حولك . وانعدام الدّور هو أكبر ما يهدّد قلوبنا بالشّيخوخة وإن كنّا في السّنّ شبابًا  .

ثمّ ينتقل الكاتب في مقالته من هذه القصّة إلى ملمح طريف قرأه في حياة المفكّر الفرنسيّ الحالم سان سيمون وهو أنّه درّب خادمه على أن يوقظه كلّ صباح في فراشه قائلًا له : انهض يا سيّدي فإنّ أمامك مهامًا عظيمة لتؤديها للبشريّة !!! فينهض ممتلئًا نشاطًا وحيويّة .

وأولى رسائل هذا الملمح الطّريف تقول :إذا كانت ظروف العصر لا تسمح لنا باستئجار خادم يوقظنا من النّوم كلّ صباح بهذا النّداء الحماسيّ فما أعظمك يا صديقي لو حاولت أن تدرّب نفسك على أن يوقظك نداء داخليّ مثله كلّ يوم يشحذ حماسك ويحميك من الفتور ويبعد عنك تجاعيد شيخوخة الرّوح .

ويستفيض الكاتب في رسائله الّتي تحتوي في ثناياها مفاهيم راقية حول فهم الذّات والله والحياة والسّعادة... فيقول :

ـ أنت شابّ يا صديقي دائمًا ، ما آمنتَ بالله وبنفسك وبأهمّيّة وجودك في الحياة وبحقّك في السّعادة . وأنت شيخ يا صديقي ولو كنت شابًّا بحساب السّنين إذا افتقدت بعض إيمانك وإرادتك وتفاؤلك .

ـ إذا أردت أن تعيش شابًّا سعيدًا طوال العمر ... فانهض يا سيّدي الشّابّ فإنّ أمامك مهامًا عظيمة ئؤدّيها لنفسك ولشبابك وللحياة .

وختامًا فإنّي أحسب أنّني قدّمت لكم ـ من خلال ما سبق ـ فكرة موجزة عن الكتاب من خلال مقالات ثلاث حفلت بالرّسائل الهامّة لنا جميعًا وخاصّة الشّباب منّا ... رسائل وصلت إلينا من بوّابات متعدّدة : مواقف وتجارب شخصيّة ، ملامح إنسانيّة ، قراءات في الكتب المسطورة ، تأملات في الكتب المنظورة  ... وغيرها من البوابّات الّتي نطلّ من خلالها على معرفة أكمل وحياة أجمل وغد أفضل .

فما أعظمكم يا أصدقائي لو تابعتم رحلتكم في هذا الكتاب مع مقالاته ( العشرين ) لأنّكم ستجدون فيها المزيد والمزيد من المتعة والفائدة ، وستخرجون منها بالكثير من الرّسائل الّتي تزيدكم معرفة بذواتكم وبالآخرين وبالحياة .