الأكثر مشاهدة

“حياة في الإدارة ”، كتاب فريد في نوعه وطريقة سبكه، فهو سيرة ذاتية سلطت الضوء على الجانب الإداري من حياة المؤلف، وهي التي، أي السيرة، كانت ح...
اسم الكتاب :  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي تأليف :  صموئيل هنتنغتون ملخص الكتاب :  صموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسي...
اسم الكتاب :  صديقي لا تأكل نفسك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب : الكتاب يقع في 114 صفحة من القياس المتوسط وهو مجموعة مقالات ...
اسم الكتاب :  ثروة الأمم تأليف :  ادم اسمث ملخص الكتاب : إن العمل السنوي لكل أمة هو رأس المال الرصيد الذي يمدها أصلاً بنا تستهلكه هذه ...
اسم الكتاب :  لماذا نصلي؟ تأليف :  محمد اسماعيل المقدم ملخص الكتاب :  لماذا نصلي؟ هل سبق و سألت نفسك هذا السؤال؟ ولو سبق و فعلت فهل اس...
اسم الكتاب :  صديقي ما أعظمك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب :  بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف...

رواية ظل الأفاعي

اسم الكتاب : ظل الأفاعي
تأليف : يوسف زيدان
ملخص الكتاب : 
ظل الافعى رواية قد تحدثك نفسك على عدم قراءتها عند أول صفحتين، وربما ترمى بها، وربما تصنفها هى وكاتبها من اسوأ الكُتاب، ولكن شتان بين الاسوأ والاحسن، الجمال والابهار.

يوسف زيدان الكاتب الحائز على جائزة بوكر العربية على روايته الرائعة عزازيل ، ربما لا تكون قد سمعت بإسمه من قبل، وربما تكون قد سمعت بإسمه ولكنك لم تقرأ له، ولكن في كلتا الحالتين أنصحك بأن لا تفوت فرصة قراءة كتاب له، وبما إننا الآن في حضرة إحدى كتبه فتردد هنا لا يسمح به.

الأمومة يا بنتى طبيعة، والابوة ثقافة، الامومة يقين، والأبوة غلبة الظن، الأمومة أصل، والأبوة فرع مكتسب، هجرة الدور الغابرة، في كل جسارة خسارة...وفوز،  السؤال هو الانسان، والانسان سؤال وإجابة، الإجابة مضى وقتها، وانتهت ازمنتها ونحن اليوم في زمن التساؤل، كل هذا وأكثر من الجمل الرائعة تجدها داخل محتوى العرض.

لا شك بأن اللغة هنا ستسحرك أو قل ستجعلك أسيرا لها، الرواية محبوكة بإسلوب ولغة متميزة تجدها حصريا عند يوسف زيدان، فهى تتنوع ما بين الشعر والسرد والحكي والمنلوجات.

تنقسم الرواية لقسمين القسم الأول قسم يكثر فيه الحكى والسرد والمنلوجات، أما القسم الثانى قسم خاص بالرسائل.

ودعني أعترف لك بأن هذه الرواية ربما تكون رواية مختلفة عن باقى الروايات التى قراءتها وستقراءها لاحقا.

وللتنويه فقط فأن أحداث هذه الرواية وقعت جميعها في الليلة التي يسفر صباحها عن الثلاثاء الموافق للتاسع من ذى القعده سنة 1441هجرية...الموافق أيضا للثلاثين من يونيو سنة2020 ميلادية، وهى سنة 1736 القبطية المصرية، وسنة 2012 القبطية الاثيوبية، 1933 الشمسية الفارسية،وسنة 5780 بحسب التاريخ التوراتي البادئ من آدم اليهود.

آخرتها إيه يا عبدو ،يا غلبان.
هكذا يهمس عبدو في سره، وهو يصعد في الدرج الثالث من منزله المكون من طابقين، دارت في نفسه خواطر وذكريات عن منزله وجده وجدته،وتوقف لحظة عندما تخيل إنه لا يستطيع أن يصعد هذا السلم مرة اخرى، حينها سيكون بالتأكيد قد مات، وفجأة داهمته خاطره ماذا سيكون حال امرأته الناعمة هل ستتزوج أحد غيره؟ هل سينعم بها هذا الرجل؟...إيه يا عبدو يا مخلول.لماذا ترعدك هذه الخواطر والافكار...هه مشغول بما سيحدث عندما تموت؟ وأنت الآن ميت وأنت حي.... هكذا يبدأ الكاتب كتابه مع خواطر عبدو ، ينتقل الكاتب بعدما إلى مجموعة من السرد عن عبدو وزجته، نواعم زوجة عبدو، حب عمره وحياته يصف لنا كاتبنا عند لقاء عبدو لها أول مرة(....هفا عليها عندما مرت أمامه..صبا نحو جمالها، حين دنا. انقلبت دولته، لما تدانت..ذاب لما حيته بابتسامة من قاب منزين أو أدنى..تدله، لما أوحت إليه بالاقتراب أكثر..طار فرحا، عندما بادلته الإبتسامات والنظرات، يتمادى الكاتب في وصفه كان هدؤوها من النوع الأبيض الذي يحبه الرجال كان كذلك في ذلك الزمن ثم أصبح رمادي من النوع الذى يبغضه الرجال في النساء...صار عميقا ..مقلقاً.

ولكن شتان بين الأمس واليوم تغييرت زوجته بعد مرور سبع سنوات، لم تعد كما كانت أصبحت أكثر رفضا له، بعد أن كانت أكثر إذعانا له، أكثر بعدا بعد أن كانت أكثر قربا منه، وصار هو أكثر إشتياقا لها يتمنى أن يقضى معها لليلة واحده من ليالى زمان ولكن.........

لم يبدو على عبدو هنا محاولة لمعرفة سبب بعد زوجته له، لم يحاول أن يناقشها ، يعرف سبب بعدها عنه، كل ما يحاول فعله أن يمتلكها لنفسه، أعتقد هنا أن الكاتب أصاب القارئ أو قل الرجل في مقتل، فعبدو لم يكن يهمه إلا نفسه وهذه عاده الرجال الأنانية وهنا لا أعمم ولكن الأغلبية يتميزون بهذه الصفة، الرجل يريد من المرأة أن تبقى كما هى منذ أن عرفها بغض النظر عن معرفة ما يمر بها، ويبدو هذا جليا عند ذهابه لجدها يشكو إليه ما وصل به الأمر مع حفيدته، جدها الرجل العسكرى الصارم الذي كان سببا في فراقها عن أمها، لم يكن يحب أمها وكان يتمنى اليوم الذى تفارق فيه ابنتها وتبعد عن حياته وهذا ما حصل عند وفاة ابنه، فساوم الأم على درك ابنتها.

تدور أحداث القصة ما بين السرد والمنلوجات، وعبدو الذى يتمنى أن يختلى بزوجته يوما واحدا وزوجته التى تستزاد تغييرا بعد وصول رسائل من أمها، وما بين الرواية تتلخص هنا كلمات الكاتب المليئة بالايحاءات الجنسية فالكاتب لا يفوت فرصة ويصف لنا كيف يستطيع عبدو أن يحصل على ليلة من زوجته، ويصف لنا جسد نواعم بكل تفاصيله، تفاصيل كثيرة تدور فيها أحداث الرواية، عبدو الذى يلجأ لصديقة ليحل له مشاكله وصديقه نايل الذى يعتقد عبدو أنه خبير بعالم المرأة، مشكلة ثانية تواجه الرجال عندنا في العالم العربى اللجوء للأصدقاء لحل مشاكلهم حتى إذا لم يكونوا  ذوي خبرة، مما يؤدى دمار الحياة الزوجية، والرجل الشرقي عادة لا يحب أن يناقش زوجته في مشاكله الخاصة، ربما يكون إيمانه بالمثل القائل شاور زوجتك وعصها، مثل متخلف ينم عن عقلية غير متفهمة، روبما كان من الأفضل له أن يقول شاور زوجتك وأطعها.

بعد محاولة مستبيدة أخذ عبدو الرسائل من زوجته التى كانت سبب تغييرها، وحقيقة عند قراءتى لهذه الرسائل لم أجد أروع ولا أجمل ولا أحسن من هذه الرسائل، وكم سعدت أن هناك أم تهتم بابنتها كل هذا الاهتمام رغم عدم رؤيتها لها منذ عشرين سنة تقريباً، محتوى الرسائل يتلخص عن أهمية المرأة وقداستها منذ قرون طويلة، ونرى هنا كيف ربطت الأم الأفعى بالأنثى

حيث في عبارة رائعة تقول الأم لابنتها أن الأفعى ارتبطت منذ القدم بالمراة وأن الربات كن شعارهن الأفعى مثل عشتار، أنانا، ايزيس، وأن تسع وتسعون من الأفاعي غير سامة، ومن الجمل الرائعة هناحيث تقول: أن جلال الافعى الممزوج بجمالها، يتجلى على أنصع صورة، في النوع الأكثر قداسة عند أهل الأزمنة الأولى....

وفي رسالة أخرى تتحدث الأم عن وأد البنات وكيف أنها نفت أن تكون العرب قد وأدت بناتها وأعجبنى شرحها لهذه النقطة، كذلك عندما تساءلت إذا كانت العرب كن يمارسن وأد البنات فكيف تناسل الجاهليون جيلا بعد جيل؟

رسائل كثيرة رائعة ترسلها الام لابنتها التي تركتها منذ أن كانت صغيرة وبالرغم من هذا كانت تحت نظرها من غير أن تحس، رسائل رائعة تتحدث فيها الأم عن الرجل أنانيته، جبروته، كبريائه استعلائه، كل هذا تجده عند الرجل، وكيف فسرت الأم أن الربات منذ القدم عندما كن يحكمن العالم لم تكن هناك جيوش ولا قوات عسكرية، ولكن عند ظهور الرجل وحكمه أصبحت الحروب والدمار هى لغة العالم الجديد بدون النساء.

كأننى اقرأ رواية تراثية، رواية تمجد المرأة ، تظهر حقيقة المرأة الاساسية وأهميتها في الكون، رواية أكثر ما أقول عنها رواية تخلب اللب عند قراءتك لها....

ما أفرحنى أكثر هو قراءة عبدو لهذه الرسائل، وسؤالى هل سيغير نظرته للمرأة عموما وزجته خصوصا؟؟؟؟.....

إذا في هذا الكتاب ستتجول ما بين الحضارة الفرعونية والسومرية والبابلية مرورا بالعصور الوسطى والسحقية الى عصر الاسلام، ليس هذا فقط ستتجول على شاطئ الشعراء العرب المتنبى، سيف بن يزن، وستدور في جو قرانى وترجمة لبعض آياته.

يختم الكاتب روايته بهذه المعلومة، النساء قديما كانت الواحدة تتزوج رجلين.النساء اليوم، من تفعل ذلك ترجم بالحجارة...((لاحظى ابنتى، إنه لا عقوبة تقع على الزوج الاول، ولا الثاني)).