الأكثر مشاهدة

“حياة في الإدارة ”، كتاب فريد في نوعه وطريقة سبكه، فهو سيرة ذاتية سلطت الضوء على الجانب الإداري من حياة المؤلف، وهي التي، أي السيرة، كانت ح...
اسم الكتاب :  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي تأليف :  صموئيل هنتنغتون ملخص الكتاب :  صموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسي...
اسم الكتاب :  صديقي لا تأكل نفسك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب : الكتاب يقع في 114 صفحة من القياس المتوسط وهو مجموعة مقالات ...
اسم الكتاب :  ثروة الأمم تأليف :  ادم اسمث ملخص الكتاب : إن العمل السنوي لكل أمة هو رأس المال الرصيد الذي يمدها أصلاً بنا تستهلكه هذه ...
اسم الكتاب :  لماذا نصلي؟ تأليف :  محمد اسماعيل المقدم ملخص الكتاب :  لماذا نصلي؟ هل سبق و سألت نفسك هذا السؤال؟ ولو سبق و فعلت فهل اس...
اسم الكتاب :  صديقي ما أعظمك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب :  بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف...

كتاب كيف ننام؟

يقال بأن المحروم من النوم يكون في وضع أشد ألما من المرض،فتكون تصرفاته المنفعلة وعصبيته وغيابه عن وقته هي أمور خارجة عن إرادته،وهذا الحال هو حال الكبار،فكيف بالصغار وتحديدا الرضع وهم في شوق للنوم وذويهم بالطبع يشاركونهم الشوق نفسه،ومن العجيب بأن الكبار كثيرا ما يبتعدون عن الحصول عن ساعات طافية من النوم رغبة منهم في إكمال عملهم أو للسهر.
ما الصغار فهم مهما تمردوا على النوم فهو دوما ما يجد وسيلة ليغطي عيونهم ليرتاحوا بصحبته،فالنوم يشمل جزء ليس بالقليل من وقتنا وبالطبع من حياتنا،وهو عملية فيسولوجية يومية الحصول وقد لا نتفكر كثيرا في كيفية حصولها،وإن كنا نأتي على ذكر هذا التساؤل غالبا عندما يتمادى الأرق في زياراته لنا...ترى كيف ننام ولماذا؟وهل نختلف في ذلك؟

كتاب (كيف ننام؟) من تأليف أ.أرنوف ود.أوديت يحرضنا على التأمل في الأسئلة المطروحة أعلاه،ففي بداية الكتاب يتم الحديث عن البعد الإنساني للنوم مع إن منحى الكتاب هو منحى علمي أولا،فالإنسانية في الكتاب تمثلت في عرض مشهد الجنين الذي يتكون في رحم أمه وحاجته للنوم لثماني عشر ساعة بشكل يومي،أي إنه ينام أكثر من نصف اليوم،وهذه الظاهرة إمتدت لعالم الحيوان كذلك،ومن ثم يدور الكلام حول عدم التوافق في مواعيد النوم الذي يحدث كثيرا بين الرضع الصغار وأهلهم،فينشأ عن عدم التوافق هذا قلة نوم للأهل وتغيير في نمط روتينهم اليومي،فيصبح الأهل متبعين لمواعيد النوم التي أقرها لهم صغارهم،وإن كان الكبار يحتاجون لساعات نوم أقل من صغارهم،ومن ثم تمت مناقشة فكرة دراسة النوم وبدايتها،فتأخر العلماء في دراسة النوم وإن تبين لهم منذ زمن طويل بإنه حاجة أساسية للإنسان ولكن الدراسات الموثقة بدأت في منتصف القرن العشرين،ويعود السبب في القدرة على دراسة النوم للتطور في علم الأعصاب ومحاولة فهم آلية الدماغ،وكانت أول جزئية تمت دراستها حول النوم هي مرحلة النعاس،فالعلماء قسموا منذ ذلك الزمن النوم إلى مراحل،وتم تصنيف النوم نفسه إلى نوعين هما:
النوم العميق والنوم المفارق
وأيضا ذكروا بأن الإنسان يحتاج إلى سبع ساعات ونصف من النوم،ولقد فاجأني الرقم لغني كنت أعرف بإن الإنسان يحتاج إلى ثمان ساعات من النوم،فإستغربت تقليص الساعة الأخيرة إلى نصف ساعة،وأيضا أوضح العلماء بالرغم من ذلك بأن البشر يختلفون في عدد الساعات التي يحتاجونها للنوم،فمنهم من تكفيه خمس ساعات ومنهم من تلزمه تسع ساعات ونصف،فهناك من يستغرق في النوم وهناك من هو يشكو من النوم المتقطع،وللعوامل الوراثية دور هام في تحديد ذلك حسب وجهة نظر العلماء،وأيضا تم شرح مفهوم "اليقظات الصغرى" وهي اللحظات التي يتذبذي فيها النوم،فيكون الإنسان ما بين الصحو والغفوة،وهي ظاهرة طبيعية للغاية،وأما مسببات النوم فأولها العنصر الفيسولوجي المتعارف عليه لدى كل البشر وهو حاجة حتمية كالتنفس والأكل والشرب،وأيضا ما يسمى ب:الساعة البيولوجية" وهي الوقت الذي إعتاد فيها جسدنا على النوم فيه مهما تغير مكانه،وهناك التبعيات الإجتماعية كأخذ فترة قيلولة بعد تناول الطعام والتيقظ عند إقتراب أوقات العمل،فبعض الناس "مسائيين" وهم من يروق لهم السهر وإنجاز أعمالهم في الفترات المسائية والعض الآخر هم "الصباحيين" وهم من يحبون النهار ويعشقون أن يمارسوا أعمالهم فيه.
وتم الترجيح في الكتاب بأن عشاق المساء هم عادة ولدوا في فصل الربيع،أما عشاق الصباح فهم في أغلب الظن ولدوا في الخريف،ولعل هذا السبب في كوني "صباحية" لإني من مواليد الخريف،وبعد ذلك تم التطرق إلى الأسباب التي تؤثر سلبا على عملية النوم ومنها الجلوس أمام الشاشات الحاسوبية والتلفزيونية مطولا والضوضاء و تناول كميات مفرطة من المنبهات ،وتم تشبيه ميل بعض الأشخاص في تاخير أو تقليل مواعيد نومهم كسائق القطار الذي يحاول أن يغير مواعيد تنقلاته أو أن يغير مساراته،فتتعقد الأحوال أكثر وتتأزم أكثر،وأيضا تم تفسير مرض "الخدار" وهو مرض يهجم فيه النوم على الإنسان بالرغم من إرادته،وكذلك تم العروج على ما يبدر من الإنسان أثناء نومه،فبعض الأشخاص يتدثون أثناء نومهم ومنهم يتفاعلون مع أحلامهم حركيا أيضا وليس فقط لفظيا ،وهي ظاهرة هيجت فضول العلماء ليدروسها أكثر فاجروا فحوصات على أحلام الحيوانات ومنها القطط ومن ثم على أحلام البشر ،وأصبحت هناك منظمات تعنى بالنوم !

كتاب (كيف ننام؟) من تأليف أ.أرنوف ود.أوديت،هو تثيقفي فيما يختص بعملية النوم التي ليس من السهل دراستها بأسلوب يغفو في بساطته.