الأكثر مشاهدة

“حياة في الإدارة ”، كتاب فريد في نوعه وطريقة سبكه، فهو سيرة ذاتية سلطت الضوء على الجانب الإداري من حياة المؤلف، وهي التي، أي السيرة، كانت ح...
اسم الكتاب :  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي تأليف :  صموئيل هنتنغتون ملخص الكتاب :  صموئيل هنتنغتون هو أستاذ العلوم السياسي...
اسم الكتاب :  صديقي لا تأكل نفسك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب : الكتاب يقع في 114 صفحة من القياس المتوسط وهو مجموعة مقالات ...
اسم الكتاب :  ثروة الأمم تأليف :  ادم اسمث ملخص الكتاب : إن العمل السنوي لكل أمة هو رأس المال الرصيد الذي يمدها أصلاً بنا تستهلكه هذه ...
اسم الكتاب :  لماذا نصلي؟ تأليف :  محمد اسماعيل المقدم ملخص الكتاب :  لماذا نصلي؟ هل سبق و سألت نفسك هذا السؤال؟ ولو سبق و فعلت فهل اس...
اسم الكتاب :  صديقي ما أعظمك تأليف :  عبد الوهاب مطاوع ملخص الكتاب :  بدءًا من عنوانه ومرورًا بما تحتويه ثناياه من تجارب واقعية ومواقف...

كتاب كيف نحلم؟

"هذا لا يحدث حتى في الأحلام" هي جملة تتردد كثيرا حينما تشهدنا الحياة على حدث إيجابي أو سلبي متمادي في الغرابة،وكأن الأحلام هي المنطقة المباحة للغرابة،وكأنهاهي التي تتقبل كل شيء ولا تبخل على أحد بمنحه بما في خياله،وليس بالعجيب أن نرى مجموعة من الناس يتداولون حلما لأحدهم أو لمجموعة من أحلامهم بغرض تفسيرهاأو فهمها ،ومنهم من يستعين بكتاب لتفسير الأحلام و،منهم من يرسل فحوى حلمه في رسالة نصية ليفسر له أحد الشيوخ ذلك الحلم.

عالم الأحلام المجهول يشد العديد من الناس لمعرفة المزيد عنه ليسترقوا السمع لما حدث لهم سابقا أو ليختلسوا النظر إلى ما سيحدث لهم مستقبلا حسب ظنهم،وهناك من يتعامل مع التفسيرات بجدية تامة ويخطط لحياته على أساس ذلك ،وهناك من يعزف عن تصديها،وهناك من يصدق التفسيرات حسب ما يطيب له وجدانه،وقد تحتدم المناقشات حول الأحلام بين الناس لنكتشف بأن موضوع النقاش كان عن حلم لم يتذكر صاحبه سوى النصف منه!

كتاب (كيف نحلم؟) من تأليف إيزابيل أرنولف،يصور من يحلم بحال الأصم والأعمى والأبكم فيأتي الحلم ليضع الكلمات فيه فمه ويجعل أذنه تصغي و يضع الصور أمام عينيه،ويبدو لنا الإنسان كبطل فيلم أو كمن وقع في فيلم أو كمشاهد دخل صالة السينما دون أن يدفع ثمن التذكرة ودون أن يكتشف أمره من حوله،وجاء عالم يدعى هانز برجر ليقوم بدراسة تحركات الدماغ أثناء النوم وظاهرة الحلم،ومن ثم تبعه علماء آخرون لتفحصوا مراحل النوم ومراحل الحلم،والعلماء قاموا بإنشاء ما أسموه "بنوك للأحلام"،والكتاب هو عبارة عن جزء ثانٍ لكتاب المؤلفة السابق وهو (كيف ننام؟)،فتم التطرق إلى نوعي النوم وهما :"النوم البطيء "و"النوم المفارق"،وفي النوم البطيء وما به من قلة أكسجين وقلة سكر تتولد ظاهرة الأحلام ويشرع الجسد في الشعور بالإسترخاء الكبير،وكلما تعمق النوم كلما تضاعفت فرص إستضاءة الأحلام،أما النوم المفارق فهو وإن كانت فيه راحة كما عند القطط التي تنام فيه على بطريقة غريبة وكما عند الأحصنة التي تنام وهي واقفة،ولدى الإنسان قد يأتي والإنسان يمارس اليوغا ،ودماغ الإنسان يعمل أكثر في النوم المفارق ويحتاج إلى كمية سكر أكثر،و عودة للأمثلة من عالم الحيوانات ،فالبطة ينمام نصف جسدها والدلفين يغلق جزءا ويفتح جزءا آخر،وهذا يعني بأن نصف الدماغ يعمل كما في حالة الصحو أما النصف الآخر فهو مسترخي،وهذه الظاهرة هي لا تحدث لدى الإنسان بتلك الصورة،ومن ثم تم شرح ظاهرة "السرنمة" وهي أن يتصرف الإنسان حسب ما يدور في أحلامه فعليا وهو نائم ،فإذا كانت القطط تحلم بما ستصطاده وتتصرف على هذا الأساس ،فمن تصيبهم السرنمة قد يحللون مباراة فريقهم الرياضي و ينفعلون تجاه نتائجه ويحركون أيديهم كما لو كان ذلك حقيقة،ومن المثير أن ظاهرة السرنمة هي شائعة جدا لدى الأطفال و لاتعد بالحدث الغير مألوف،وهناك ظاهرة "الرعب الليلي" وهي الفزع أثناء النوم من مشهد في الحلم ويتبعه ضيق في التنفس وإطلاق صيحات،كل هذا والشخص الحالم قد لا يتذكر ما أفزعه،وهناك "الهلوسات النعاسية" وهي تقتحم حلم المصاب بها بالرغم من إرادته وهي رؤى تأتي والشخص لم يطبق عينيه تماما،وحاول بعض العلماء كأوجين أزرينسكي وناتانيال كليتمان دراسة مضامين الأحلام وفهما تفصيليلا ،وكان ذلك صعبا لإن الكثير من الأشخاص لم يتمكنوا من إستدعاء كل ما ورد في أحلامهم ،وربما سبب عدم القدرة على إستدعاء ما في الأحلام هو إختلاف شخصيات الناس وظروفهم وكذلك ساعات نومهم ،وهناك أنواع من التدريبات تساعد على الإسراع في حفظ بعض مما ورد في الحلم ،ومن العلماء من فكروا في إحتمالية إن كانت ذاكرة الإنسان الموجودة في دماغه هي من تتلاعب بما في أحلامه،بمعنى إنها تعيد أمامه مقاطع لأحداث مر بها في زمن مضى من حياته،وكأن الأحلام هي منفذ عبور لمواقف لم تقتنع الذاكرة بنسيانها فبثتها في الأحلام،وقام العلماء بتجارب على مجموعة من الفئران أولا للتأكد من صحة إستنتاجاتهم من عدمها ثم حاولوا تطبيقها على البشر وأحلامهم وأدمغتهم،وأيضا تم العروج بالكلام عن ظاهرة الأحلام التحذيرية ،وهي الأحلام التي فيها إنذار بقدوم أحداث غير سعيدة فيحذر الحالم مما قد يحصل له ،وهي ظاهرة ما زالت محل جدل كبير،وبالطبع هناك الكوابيس التي تفنن علماء النفس وبعد ذلك رافقهم علماء العلوم في السعي لفهمها وتخفيف معاناة من إبتلوا بها كمرض وكذلك الأرق المزمن ،وفي نهاية الكتاب وضعت فرضيات حول منافع الحلم ومنها أنه يجدد انشطة الدماغ وأيضا ربما يحقق نوع من الإستجمام !
كتاب (كيف نحلم؟) من تأليف إيزابيل أرنولف،يوقظ فكرة بأن الأحلام لها معاني ومغازي وإن لم ندركها جميعها!